استُخدِم الكلـــور لتعقيم ميــاه الشرب لأكثر من 100 سنة، وذلك لقــدرته الكبـيرة عــــلى تعقيـــم ميـاه الشرب.
تقتل الكلورة البكتيريا الممرضـة والمسببة للأمــــراض، بما فــي ذلك البكتيريا المسببة لأمراض التيفوئيد والكـوليرا والديسنتاريا ،ولكن ما يقلق المختصين من الكلور هو المواد الناتجة مــن تفاعل الكلور مع المواد العضوية والمعـروفة باسم (الهيدروكربونات المكلورة أو التـرايهــالـومـيثانات) واختصــــــــارا تعرف ب (Trihalomethanes _ THMs).
معظم هذه المواد تتكون في مياه الشرب عندما يتفاعل الكلور مع المواد الطبيعية مثل بقايا الأشجـار المتحللة والمواد الحيوانية وهي ومواد أخرى تنتج من الكلــورة لها علاقة مثبتة ببعض أمراض السرطان خصوصاً في الكلى والمثانة، وهي شائعة أكثر من غيرها على الرغم من الفــوارق بين مدينة وأخرى ، لذلك ينصح باستخدام فلاتر مياه منزلية مناسبة لإلزالة الكلور من الماء قبل الشرب.
عندما يضاف الكلور إلى الماء يتفاعل أولاً مع مركبات الحديد والمنغنيز وكبريتيد الهيدروجين التي ربما تكون متواجدة في المياه ، والكلور المتبقي دون تفاعل يتفاعل مع أي مواد عضوية بما في ذلك البكتيريا الموجودة في الماء لضمان بقاء الماء محمياً على امتداد الشبكة كما يتم إضافة كلور زائد بمقدار 5.0 جزء بالمليون ، وفي الشبكات الكبيرة يُضاف الكلور مرة أخرى في مواقع متفرقة من الشبكة.
عندما ينتهي الكلور من تفاعله مع جميع المواد المعدنية والعضوية، يتبقى جزء منه في مياه الشرب وهو ما يحس به الناس في منازلهم عن طريق الرائحة والطعم والذي يعتادون عليه مع الوقت ، لذلك ينصح باستخدام فلاتر مياه منزلية تحوي مراحل الكربون والسيدمانت لإزالة الكلور وتوفير مياه صالحة للشرب ذات طعم مستساغ.
وفي عام 1970م تم اكتشاف أن المواد الناتجة من تفاعل الكلور مع المواد العضوية الموجودة في الماء تسبب مشاكل صحية خطيرة منها السرطان.
معظم الناس يفترضون أن الرائحة النفاذة المنبعثة من حوض السباحة سببها الكلور، إلا أن واقع الأمر أنها ناجمة عن تلك العوامل أو المخلفات التي تتكون عندما يقوم الكلور بأكسدة المواد العضوية.
غاز الكلور
يستعمل عدد كبير من دول العالم غاز الكلور على شكله السائل في كلورة ماء الشرب وذلك لفعاليته في إبادة معظم الجراثيم، وتسمح القوانين في الولايات المتحدة الأمريكية بوجـــــود الكلور في ماء الشرب بنسبة 1.45 ملجم ولا تزيد عن 3 ملجم في كل متر مكعب.
ويعــزي العلماء التأثير المطهر للكلــور ضد الجراثيم إلى كلورة البروتينات في الأنظمة الأنزيمية فيها بواسطة حمض هيبوكلـورس غير المتأين.
يقل النشاط المبيد للكلور في معظم مركباته عند رقم الحموضــة )PH( في الاتجاه القلوي )أكثر من 7 ( ويكون نشاط محاليله أكبر عند رقم حموضة يتراوح بين 4 و7 عن الوسط القلوي، ويكون ثبات الكلور في محاليله أكبر في البيئة القلوية.
تعمد بعض دول العالم أحياناً إلى رفع نسبة الكلور في ماء الشرب عن الحد المسموح به صحياً اعتقاداً بفائدته في زيادة تأثيراته المطهرة والوقائية ضد انتشار الأوبئة والأمراض دون إدراك مخاطر ذلك على الإنسان.
للكلور أربعة أدوار رئيسية عند استعماله لمعالجة مياه الشرب هي:
– إزالة المواد غير المرغوبة في المياه بواسطة الأكسدة.
– حماية متواصلة للمياه في شبكات التوزيع.
– تعقيم فعال في حال حصول تلوث طارئ.
– مراقبة مستمرة لتلوث المياه من خلال مراقبة مدى استهلاك الكلور.
الاستخدام اليومي
التعرض للكلور أثناء دش الاستحمام أكبر وأخطر من شرب نفس الماء، لأنه عندما نشرب الماء فإنه يأخذ طريقه إلى الجهاز الهضمي ومن ثم إلى الجهاز الإخراجي وفي نهاية المطاف جزء منه فقط يذهب للدورة الدموية. أما أثناء الاستحمام، فالماء الساخن يفتح مسام البشرة وبالتالي يأخذ الكلور والملوثات الأخرى طريقها إلى الجسم من خلال الجلد وتكمن المشكلة الأخطر في استنشاق المواد الخطرة أثناء الاستحمام، حيث يشكل الماء الساخن بخاراً محملاً بالكلور سهل الاستنشاق، ويكون محملاً بمواد مسرطنة.
أكد بروفيسور في كيمياء المياه بجامعة بيتسبرج الأمريكية أن التعرض للمواد الكيميائية المتبخرة أثناء الاستحمام يفوق مائة ضعف أثر شرب نفس الماء ، ووجد باحثون في جامعة بوسطن الأمريكية أن الجسم يمتص أضعاف المواد الكيميائية الطيارة أثناء الاستحمام من خلال الرئة والبشرة مقارنة بأثر شرب مياه مكلورة بنفس كمية الكلور ، ولإزالة الكلور وآثاره يمكن استخدام فلاتر المياه المركزية للمنزل بالكامل.
كما أن حفظ الماء لمدة 48 ساعة في الثلاجة، أي تبريده لمدة يومين، يقلل بنسبة %30 من مادة THMs، في حين أن غلي الماء أولاً ثم تبريده لمدة يومين يقلل بنسبة %87 من وجود هذه المادة الضارة ، و لذلك يُنصح باستخدام فلاتر ماء الشرب المنزلية لإزالة الكلور ومكوناته من الماء المعقم بالكلور.
مخاطر الكلور
يعتبر الكلور مسؤولاً عن بعض أو كل المشكلات التالية:
– الجهاز التنفسي: استنشاق بخار الكلور أثناء الاستحمام يزيد من مشكلات الربو والحساسية والجيوب الأنفية، والتعرض قصير المدى لهذه الظروف قد يسبب إدماع العينين، الكحة، البلغم، إدماء الأنف، وآلام الصدر ، أما التعرض بشكل أكبر فربما يسبب تجمع السوائل في الرئة، والتهاب الرئة والالتهاب الشعبي وقصر النفس.
– السرطان: يتحد الكلور في الماء مع بعض الملوثات العضوية لينتج عن ذلك ما يعرف بمواد الكلوروفورم وهي مادة مسرطنة، لهذا عرف سبب علاقة الإستحمام بماء مكلور بأخطار سرطان المثانة والمستقيم. يقول الدكتور “لانس دلاس” من وكالة حماية البيئة الأمريكية بأن الاستحمام هو المسؤول الرئيسي عن ارتفاع نسبة الكلوروفورم في السواد الأعظم من المنازل التي تستعمل ماء مكلور.
– مشكلات البشرة والشعر: إن الاستحمام والاغتسال بماء مكلور يقود عادة إلى احمرار الجلد وفروة الرأس خصوصاً عند الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لمسائل الحساسية ، حيث أن الكلور يرتبط بالبروتين في الشعر ويدمره مما يجعله جافاً ، وبنفس السياق فإن الاستحمام بماء مكلور يجعل البشرة وفروة الرأس جافتين، ويزيد مشاكل القشرة ، ويؤثر بشكل سلبي على صبغة الشعر ، ويمكن أيضاً أن يسبب حكة البشرة والعينين.
– التعرض للمواد المؤكسدة: المواد المؤكسدة هي جزيئات أُكسجين غير مستقرة تتحد مع المواد الأخرى لتشكل مواداً خطرة ، والمواد المؤكسدة تقلل مستوى الأوكسجين في الخلايا ، وهذا ما يسبب بعض أمراض السرطان والقلب حيث الكلور في الماء هو أهم مصدر للمواد المؤكسدة.
– تأثر الأسنان: التعرض المطول لماء مكلور عن طريق الشرب أو السباحة يمكن أن يقود إلى تأثر الأسنان وضعفها ، وقد اتخذت وكالة حماية البيئة الأمريكية عدة تدابير وأنظمة جديدة في عام 1980م ، حيث فرضت على المدن تخفيض نسبة مواد الترايهالوميثانات بحيث لا تتعدى 100 جزء / مليون حيث يقول الدكتور “روبرت هاريس” عالم البيئة وأحد ثلاثة أعضاء في المجلس الإستشاري للبيت الأبيض( بأن هذه القيم المخفضة من الترايهالوميثانات تعني فقط البداية، ولا تقدم الضمانات الكافية للسلامة ويجب دعمها).
كما أن البكتيريا المسماة “كربتوسبوريديوم” وكذلك “الجيارديا” لها القدرة على مقاومة الكلور.
وللوقاية من كل هذه المخاطر يُنصح باستخدام فلاتر المياه الحاوية على مراحل الكربون والسيديمانت للتخلص من الكلور ومركباته الضارة.